حسين جابر الشمري
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
إن من المفارقات العجيبة التي نشهدها صراحة، أن إيران التي تبكي وتندب عطش الحسين وزينب وعبد الله الرضيع (س)، هي نفسها التي تحرم الأحوازيين والعراقيين من مياه الأنهار، وهي نفسها التي تدعم نظام الأسد الذي يقطع الماء عن مضايا والزبداني وسلمية وحي الوعر ومعضمية الشام، ومن المفارقات العجيبة التي نشهدها أيضا، أن إيران التي تخرج في كل يوم لتستنكر حصار جيش الاحتلال الصهيوني لقطاع غزة المستمر منذ 10 سنوات، هي نفسها وذاتها التي تجوع مواطنين عراقيين في الفلوجة، ومواطنين سوريين في مضايا والزبداني، في العراق، تشهد مدينة الفلوجة أو كما تعرف بأم المساجد، والتي يسكنها أكثر من 800 ألف نسمة، حصارا جائرا وغير مسبوقا من قبل الميليشيات الطائفية التابعة لإيران منذ سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على المدينة في 2014 م، وتشارك في هذا الحصار الولايات المتحدة وحلفها العدواني من خلال التغطية الجوية الممنوحة لقوات الميليشيا الطائفية التابعة لإيران والمدعومة بما يسمى "الحشد العشائري"، حصار انتقامي من مدينة صغيرة استطاعت أن تدوخ الجيش الاحتلالي الأمريكي وتضعه في أصعب مواجهة عسكرية خاضها هذا الجيش لم يسبق لها مثيل منذ حرب فيتنام، ومن مدينة كان لها السبق في تقديم آلاف الشهداء العراقيين الذين سقطوا على جبهات القتال دفاعا عن وطنهم وأمتهم أثناء عدوان إيران الجائر الذي استمر 8 سنوات على العراق، ولم تكتف إيران بذلك، بل عمدت إلى تلويث شط العرب ليشرب أهل البصرة الماء المسموم، وإلى قطع نهر الوند عن ديالى بحجة تعبئة خزانات المياه، مما يعرض حياة أكثر من 4 ملايين عراقي لخطر الموت والجفاف سنويا.
وفي سوريا، يواصل نظام الأسد مدعوما بإيران وميليشياتها محاصرة أكثر من منطقة سورية سواءً أكانت واقعة تحت سيطرة الثوار (كما يفعل مع مضايا والزبداني ووادي بردى وداريا ومعضمية الشام والغوطة الشرقية في ريف دمشق، وحي الوعر في مدينة حمص، وأحياء جوبر وبرزة في مدينة دمشق) أم ثائرة ولكنها تحت سيطرته أو تحت سيطرة تنظيم داعش الإرهابي (كسلمية في ريف حماة، ومدينة دير الزور)، ويقدر عدد السكان المحاصرين في هذه المناطق بأكثر من مليوني سوري حيث يواجهون محنة التجويع والقتل البطيء، كما يقدر عدد ضحايا سياسة التجويع بأكثر من 2000 سوري سقطوا منذ عام 2015 م وإلى الآن.
وعلى الضفة الشرقية للخليج العربي وحيث الامتداد الشرقي للهلال العربي الخصيب حيث إقليم الأحواز، تستمر إيران في سياساتها العدوانية تجاه السكان العرب هناك، حيث تقوم إيران بتجفيف الأراضي الزراعية الخصبة من خلال تحويل مجاري الأنهار الأحوازية (أكبرها وأهمها نهر كارون الذي يبلغ طوله 1300 كم وينبع من جبال زاغروس شمالا ليصب في شط العرب جنوبا)، إلى مدن إيرانية كأصفهان ورفسنجان، وذلك عن طريق تشييد وبناء مجموعة من السدود، وحفر قنوات تنقل المياه إلى نهر زاينده رود في أصفهان، مما سيؤدي إلى جفاف النهر، وحدوث مجاعة كبرى يتضرر على إثرها أكثر من 8 ملايين أحوازي، إذا فالمحصلة، أكثر من 14 مليون عربي في الأحواز والعراق وسوريا يواجهون خطر الفناء نتيجة لسياسة الحصار العدوانية الإيرانية.
والسؤال الذي يطرح نفسه:هل من وقفة عربية حازمة لمواجهة المشروع الشعوبي الإيراني الذي يهدد وحدة العرب وكيانهم ووجودهم ؟
No comments:
Post a Comment