بقى القضية الوطنية الأحوازية قضية نضالية كبيرة ضحى في سبيل صيرورتها بؤرة كفاحية تتجمع حول مركزها آلاف الوطنيين الأحوازيين...تبقى هذه القضية شاخصة وماثلة مهما تدخلت أطراف إقليمية وداخلية من أجل توظيفها في مسارات متناقضة لا تخدم القضية الوطنية الأحوازية بأية جهة كانت.
إن دماء شهداء الأحوازيين والأعمال النضالية للوطنيين الأحوازيين كافة وجهود كل المشردين على مدى قرن كامل من الزمان قد تعرض الى تهديدات خطيرة على أيادي الذين يزعمون (العمل) من أجل القضية الوطنية الأحوازية، وإستثمروا ـ مع كل الأسف ـ الدماء والنضال والجهود من أجل الحصول على الرشاوى تخدم ذاتهم الحزبية أو الشخصية أو العمل على لملمة عقلية التزلّم (شراء الزلم) وفتح أبواب دكاكين من أجل بناء زعامة فارغة لا ترتبط بالقضية الوطنية الأحوازية مطلقا.
إن ما هو مطروح علينا في هذه اللحظة التاريخية هو إبراز "كتلة وطنية تاريخية" تأخذ المسألة الوطنية الأحوازية على عاتقها من أجل بلورة حلقة كفاحية تدير عجلة العمل الأحوازي الوطني الكبير، وأن ذلك العمل ينبغي أن يكون الداخل الوطني مركزه، وليس العكس، وأن إستثمار كل الإمكانيات النقابية والثقافية والإنتخابية هو الممر الموضوعي لإفراز هذه الكتلة، لذلك ينبغي الإصرار على شعار "حق تقرير المصير" الذي لا يعني التحرر السياسي الفوري، بقدر ما يعني بناء الأداة التي ترفع هذه المهمة عالياً، وتأخذ تنفيذها كمهمة تتطلب المطاولة والنفس الطويل، للإعتماد على الذات الوطنية الأحوازية.
إن المعوّل عليه في أي عمل وطني أحوازي هو أخذ النخبة السياسية الوطنية الفاعلة في الداخل الأحوازي مهمة صيانة قضيتها الوطنية الأحوازية على عاتقها، لأن التجربة الوطنية منذ تبيان وتجسد تجربة "حزب الوفاق الإسلامي" الأحوازي أوضحت بما لا يقبل الشك أن موجات الإنتهازيين والطامحين من دون وجه حق (للزعامة السياسية) يستطيعون تخريب آمال شعبنا، وطموحات وطننا الأحوازي العربي،وعلينا قراءة التجربة الماضية وإستخلاص الدروس الكفاحية، راهناً ومستقبلاً.
وأن قطع دابر الإنتهازيين والمرتزقة والذين يحاولون إستثمار القضية الوطنية الأحوازية أو أيرنتها لملأ جيوبهم تعد اللبنة الأساسية في بلورة هذا الوعي على طريق خلق الأداة الوطنية الأحوازية الفاعلة.
ﺷﻜﺮ . ﻟﻜﻢ. ﻳﺮﺟﻲ اﻋﻂﺎ. ﺗﻌﻠﻴﻘﻚ
ReplyDelete