Tuesday, 15 December 2015

الأحواز.. القصة الكاملة لإقليم عربي استولت عليه إيران

"الأحواز"، أو "عربستان"، هو الاسم العربي للمنطقة الفارسية إقليم "خوزستان"، الواقع في جنوب غرب إيران، ويحده الخليج العربي جنوبا والعراق غربا، وتبلغ مساحته أكثر من 300 ألف كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانه 10 ملايين نسمة.
يطلق على هذا الإقليم اسم الأحواز بسبب مدينة رئيسية فيه هي الأحواز، أو "الأهواز" بالفارسية، كما يضم مدنا أخرى أهمها المحمرة، واسمها الفارسي خورمشهر.
تاريخ الأحواز
عرقيا، يعد سكان الإقليم عربا، ولهذا يسعون للحصول على دعم عربي لينالوا استقلالهم. كما يطلق عليهم "عرب الأحواز"، وهو الاسم الذي تحول مع الوقت من وصف مكان إلى وصف مجموعة عرقية، فأصبح اسم "الأحواز" يشير إلى العرب المقيميين هناك وليس المنطقة نفسها فقط.
ويعتبر الإقليم أحد أغنى المناطق بالموارد الطبيعية، وخصوصا البترول والغاز، بل إن 80% تقريبا من موارد إيران النفطية تأتي منه، لهذا اتبعت الحكومة الإيرانية تجاهه سياسة تغيير ديموجرافي وثقافي، عبر توطين العرقيات الفارسية في الإقليم ومنع تدريس اللغة العربية.
وكان الإقليم قد تم احتلاله في 20 أبريل 1925، عندما قامت قوات شاه إيران، رضا بهلوي، باعتقال أمير المحمرة، خزعل الكعبي، ونقله للإقامة في طهران قيد الإقامة الجبرية حتى وفاته.
وسعيا لتحرير الإقليم، اندلعت احتجاجات كثيرة كان أبرزها عام 2005، وتكررت العام الحالي بشدة مع تصاعد المشاكل نتيجة سياسة تغيير مجري المياه بالسدود، وارتفاع نسبة التلوث لأقصى درجة. 
ووفقا لتقرير منظمة الصحة العالمية، احتلت مدينة الأحواز المرز الأول كأكثر مدينة ملوثة في العالم عام 2011.
عودة إلى الضوء
بدأ إقليم الأحواز يتصدر الأخبار في  الإعلام العربي مؤخرا، تزامنا مع توتر العلاقات مع إيران، فقد ذكرت جريدة "الحياة اللندنية" في عددها الصادر أمس الإثنين، أن وفدا من الأحواز زار القاهرة ثم شرم الشيخ في أثناء انعقاد القمة العربية، في محاولة للقاء بعض القيادات العربية لإقناعها بمنح عرب الأحواز مقعدا في الجامعة العربية.
وجاء هذا بعد أقل من 20 يوما من توجيه الحزب التقدمي الاشتراكي في لبنان، والذي يتزعمه وليد جنبلاط المتحالف مع "حزب الله"، دعوة لوفد من الأحواز لحضور ذكرى وفاة كمال جنبلاط في تورونتو بكندا، في إطار إستراتيجيات جنبلاط المعتادة في بدء نقل تحالفاته، وبسبب وضع الدروز الحرج في سوريا، والذي يجعله يدعم المعارضة السورية بدعمه "جبهة النصرة"، بحسب تصريحاته، في الوقت الذي يتحالف فيه في الداخل اللبناني مع "حزب الله".
ويأتي هذا أيضا بعد أقل من أسبوعين من مباراة كرة قدم بين "الهلال" السعودي وفريق "فولاد" الإيراني الأحوازي، في دوري أبطال أسيا، وهي المباراة التي أجريت في الأحواز في 17 مارس الماضي، وأعقبتها عمليات شغب بين الشرطة الإيرانية والمواطنين الأحواز، وقررت المنظمات والحركات الأحوازية استخدامها للتصعيد ضد النظام الإيراني، لاسيما أن فريق "فولاد" جاء في القرعة مع فريقين عربيين هما "السد" القطري، و"الهلال" السعودي، مما يعني عمليا أربع مباريات بينهما، منها اثنتان في الأحواز كانت الأولي مع السد القطري في فبراير، والثانية مع الهلال السعودي في 17 مارس الماضي، بينما تتبقي مباراتان إحداهما في السعودية في 8 أبريل القادم، والثانية في الدوحة يوم 21 أبريل، والتي ستكون متزامنة مع الذكري التسعين لاحتلال إيران للأحواز.
ويأتي هذا في إطار تصاعد ملحوظ لأنشطة جبهة الشعوب غير الفارسية في إيران، وهي جبهة  معارضة تتكون من ممثلين عن عرب الأحواز، والأكراد والآذريين، والتركمان والبلوش.
البوعزيزي الأحوازي يشعل الموقف
شهد الشهران الماضيان مظاهرات قوية داخل إقليم الأحواز نتيجة تفاقم مشكلة التلوث البيئي، ومشاكل االتصحر وتجريف الزراعات الناتجة عن السدود، وتحويل المجاري المائية في الإقليم باتجاه العمق الإيراني.
وتصاعدت الأحداث بعد قيام المواطن الأحوازي، يونس عساكرة، بإحراق نفسه قبل أسبوع، لمصادرة البلدية لعربة الخضار الخاصة به في تكرار لنموذج البوعزيزي التونسي لتشهد جنازته مظاهرات ضخمة.


No comments:

Post a Comment