Monday, 4 January 2016

بدأته السعودية.. حصار خليجي عربي دبلوماسي يطوق إيران

أنتجت العلاقات المرتبكة التي سادت، خلال اليومين الماضيين، الأجواء السعودية الإيرانية بعد إعدام المملكة الشيخ نمر النمر، حصاراً خليجياً عربياً دبلوماسياً لإيران؛ بإعلان عدد من الدول قطع علاقاتها الدبلوماسية مع طهران.
وسبقت المملكة العربية السعودية الدول العربية، وقطعت العلاقات الدبلوماسية مع إيران، أمس الأحد، على خلفية الاعتداءات التي طالت السفارة والقنصلية السعوديتين في هذا البلد؛ على وقع إعدام المملكة للشيخ النمر.
وقال وزير خارجية السعودية عادل الجبير: إن "الاعتداءات أتت بعد تصريحات نظام إيران العدوانية التي شكلت تحريضاً شجع على العدوان"، مؤكداً أن "النظام الإيراني يحمل سجلاً طويلاً من الاعتداء على البعثات الدبلوماسية".
واتهم وزير الخارجية السعودي إيران بأنها "توفر الحماية لقادة القاعدة وتهريب الأسلحة"، مشدداً على "أن المملكة العربية السعودية عازمة على الاستمرار في نهجها للقضاء على الإرهاب، لا مجال لوجود علاقات مع دولة تدعم الإرهاب".
وجاءت السودان بموقف حازم اليوم الاثنين، حيث قررت طرد السفير الإيراني وكل البعثة الدبلوماسية من البلاد، واستدعاء سفير الخرطوم من طهران، معربة عبر الفريق طه عثمان الحسين، مدير عام مكاتب الرئيس السوداني، عن "وقوف الجمهورية السودانية وتضامنها مع المملكة العربية السعودية في مواجهتها للإرهاب وتنفيذ الإجراءات الرادعة له".
وشدد الفريق طه على "إدانة السودان للتدخلات الإيرانية في المنطقة، عبر نهج طائفي، إلى جانب إهمال السلطات الإيرانية منع الاعتداءات على السفارة والقنصلية السعودية في إيران".
بدورها قررت البحرين، اليوم الاثنين، قطع العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الإيرانية، وطلبت من جميع أعضاء بعثتها مغادرة المملكة خلال 48 ساعة.
في حين قررت دولة الإمارات العربية المتحدة تخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع جمهورية إيران إلى مستوى قائم بالأعمال، وتخفيض عدد الدبلوماسيين الإيرانيين في الدولة. وأعلنت وزارة الخارجية في بيان لها اليوم أنه تم استدعاء سيف الزعابي، سفير الدولة في طهران، تطبيقاً لهذا القرار.
دول أخرى أعربت عن تنديدها واستنكارها لما تعرضت له الممثلية السعودية في إيران، وفي الصدد قالت جمهورية جيبوتي التي عبرت عن تنديدها واستنكارها الشديدين: إن "هذا الاعتداء يعد خرقاً فادحاً وانتهاكاً صارخاً للمواثيق الدبلوماسية والأعراف الدولية".
وقالت حكومة جيبوتي في بيان لها إنها تدعو "السلطات الإيرانية إلى الالتزام بالقواعد والأعراف الدولية التي تقضي باحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلي"، كما أعربت في البيان "عن تقديرها البالغ للدور الرائد الذي تقوم به المملكة العربية السعودية لإرساء دعائم الأمن، وتثبيت أسس السلم على الصعيدين الإقليمي والدولي".
من جانبها، نددت موريتانيا بأعمال الشغب التي استهدفت البعثات الدبلوماسية السعودية في إيران، مطالبة طهران بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.
وجاءت قرارات الدول العربية، بعد أقل من 20 يوماً على إعلان تشكيل التحالف الإسلامي العسكري، الذي أعلنت تشكيله السعودية في 15 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وضم 34 دولة جديدة ضد "الإرهاب" بمختلف أشكاله، ويحظى بدعم 10 دول إسلامية أخرى بينها إندونيسيا.
وبالرغم من انضمام معظم الدول الإسلامية، لكن إيران إلى جانب العراق وعُمان وسوريا والجزائر، تخلفوا عن المشاركة في التحالف.
وجاء مؤتمر الإعلان عن التحالف الإسلامي العسكري الجديد، في وقت يوجد فيه حلف عربي بقيادة السعودية، وحلف ستيني بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة تنظيم "الدولة"، إلى جانب الحلف الرباعي الروسي الإيراني العراقي السوري.
وجاء الإعلان كذلك بعد أن تمكنت إيران من الخروج من الحصار الأممي، في أغسطس/آب الماضي، بعد توصل اتفاق بين الدول الخمس دائمة العضوية في الأمم المتحدة وإيران، بمقابل كبح جماح برنامج إيران النووي.
في حين وصف مراقبون قطع العلاقات من قبل بعض الدول، بأنه "عصر عقوبات جديد على إيران، لكنه بطابع عربي"، وهو ما ذهب إليه الكاتب السياسي إياد الدليمي، لافتاً، في تصريح لـ"الخليج أونلاين"، إلى أن "الوقت على ما يبدو يشير إلى وجود عقوبات عربية تستهدف إيران"، مبدياً توقعه أن تشهد الأوقات القادمة انضمام دول أخرى إلى تلك المقاطعة.
كذلك يتوقع مراقبون أن تقف دول مهمة أخرى إلى جانب الرياض، وإعلان تنديدها لطهران على أقل تقدير، ومن بين تلك الدول تركيا، التي تربطها مع المملكة علاقات ثنائية قوية، خاصة أن الرئيس التركي أردوغان عزز في زيارته قبل أيام للمملكة، تلك العلاقات.

No comments:

Post a Comment