*الأحواز دولة عربية ذات سيادة وتم احتلالها من الدولة الفارسية
*إيران تحاول طمس هوية الأحواز العربية بكل الطرق
*أبناء الأحواز بدأو انتفاضتهم منذ الاحتلال ومازالوا يقدمون الكثير
*هناك تخاذل عربي واضح وفي القلب منه الإعلام تجاه قضيتنا
*الأحواز عمق استراتيجي عربي وتحريرها حماية للأمن القومي العربي
*نطالب جامعة الدول العربية بمقعد بالجامعة والاعتراف بنا
*الأمم المتحدة تتفهم قضيتنا واستطعنا رفع اعلامنا على مؤسساتها
*قضيتنا لا تقل أهمية عن القضية الكردية ومع ذلك الاهتمام بها أقل
*نطالب المجتمع الدولي بالضغط على إيران لوقف الممارسات الدموية وطمس هويتنا العربية
قال المستشار السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير الأحواز، اسماعيل علي الملقب بـ"ابو ابراهيم الأحوازي"، إن قضية الأحواز قضية عربية ذات بعد استراتيجي وأهمية كبرى للأمن القومي العربي، لأنها دولة عربية كاملة السيادة تم احتلالها من جانب الدولة الفارسية (إيران)، وللأسف لم يتحرك العرب للدفاع عنها وإنصاف إخوانهم العرب، وحتى الآن لم نحصل على مقعد بجامعة الدول رغم مطالبتنا المستمرة بذلك.
وأكد الاحوازي في حديثه لـ "الإسلام اليوم" على استمرار نضال أبناء الأحواز وتقديم الشهداء بشكل يومي من أجل تحرير وطنهم ورفع الظلم والمعاناة عن أبنائه، ووقف طمس هويتهم العربية، والاستيلاء على ثرواتهم خاصة الغاز الطبيعي، وفرض الثقافة الفارسية على أبنائهم ومنع تدريس اللغة العربية.
وتناول الحوار عدة قضايا أخرى من بينها موقف المجتمع الدولي تجاه قضية الأحواز، خاصة الأمم المتحدة وكذلك موقع الأحواز وأهميتها الاستراتيجية وسبب تسميتها بهذا الاسم، ووجه الشبه بين قضية الأحواز والقضية الكردية بالإضافة إلى عدة قضايا أخرى.
وتاليا تفاصيل الحوار...
الإسلام اليوم: بداية نود أن تعطي القارئ نبذة عن القضية الأحوازية، البدايات، والأهداف، والمطالب؟
صراعنا مع الدولة الفارسية يعود إلى ما قبل الفتح الاسلامي لبلاد فارس التي بدأ فتحها بفتح الأحواز في معركة نهروان والقادسية، وأما في العصر الحديث، فقد احتلت الدولة الفارسية الأحواز في ظروف دولية معقدة ابتداء من انتهاء الحرب العالمية الأولى وانهيار الدولة العثمانية وسطوع نجم الشيوعية بعد انتصارها على حكم القياصرة في روسيا، إذ رأت الدول الغربية انذاك أنها بحاجة إلى دولة قوية ومطيعة تحمي مصالح الغرب في الشرق الأوسط وخاصة حوض الخليج العربي، ومنع الشيوعيين الروس من الوصول الى المياه الدافئة وأحواض النفط ومن هذا المنطلق ساعدوا الدولة الفارسية على احتلال الأحواز في العشرين من نيسان 1925، وأما عن أهدافنا ومطالبنا فهي واضحة ومعلنة: طرد الاحتلال الفارسي من الأحواز واستعادة السيادة وإعلان الدولة الأحوازية العربية المستقلة.
الإسلام اليوم: متى بدأ الصراع مع الحكم الفارسي ومتى بدأت حركة تغيير هوية الأحواز؟
بدأت في العشرين من نيسان 1925 حيث احتلت إيران الأحواز وانتهكت السيادة و أسقطت الدولة وأسرت الأمير الشيخ خزعل الكعبي حاكم الأحواز ومنذ ذلك التاريخ بدأت بسياسة تطهير عرقي شملت كل ما يتعلق بالهوية العربية في الأحواز بدءا من الأسماء العربية وصولا إلى تغيير أسماء المدن.
الإسلام اليوم: وما هي مساحتها الجغرافية ومواردها واهميتها الاستراتيجية ؟
المساحة التاريخية الوطنية لجغرافية الأحواز تصل إلى أكثر من 375 ألف كيلو متر مربع، وأهم مواردها الطبيعية هي النفط و الغاز والمياه والأراضي الزراعية الخصبة.
ويعد الإنتاج والتصدير الفارسي من النفط الأحوازي المنهوب يوميا يزيد على خمسة مليون برميل، ناهيك عن الغاز الطبيعي وتشكل الثروات الأحوازية بمجموعها ما نسبته أكثر من 80% من مجموع الدخل القومي للدولة الإيرانية، أما عن أهميتها الاستراتيجية فهي تقع على الضفة الشرقية للخليج العربي من مصب شط العرب وصولا إلى مضيق باب السلام أي ما يسمى عند الإيرانيين هرمز وهو شريان حيوي للاقتصاد الدولي بسبب مرور أكثر من عشرين مليون برميل نفط يوميا، كما أن الأحواز تفصل بين الأراضي العربية وغيرها من الأراضي، وتشكل امتدادا طبيعيا للوطن العربي وأمنه القومي والاقتصادي والعسكري.
الإسلام اليوم: ومتى بدأ نضال الأحواز ضد الممارسات الايرانية واحتلال دولتكم؟
بدأ النضال حين بدأ الاحتلال للأحواز، وأول انتفاضة بدأت في أول أيام الاحتلال حينها انتفض الحرس الأميري بقيادته الشهيد شلش ورفاقه وبعد ذالك استمرت المقاومة وتعاقبت الانتفاضات ووقعت حرب شوارع بين الأحوازين من جهة والقوات المحتلة الغازية من جهة أخرى راح ضحيتها ما يقارب 400 شهيد، ناهيك عن الجرحى والمفقودين في معركة مدينة المحمرة التي كانت عاصمة إمارة عربستان أو الأحواز، وآخر انتفاضة، هي انتفاضة 2005 واستشهد فيها أكثر من خمسمائة فرد ما بين رجال ونساء وأطفال، وكانت تدار المعركة من قبل الحاكم العسكري للأحواز الجنرال مدني قائد القوات البحرية والمحافظ العسكري للأحواز، وكان سبب الانتفاضة ورقه مسربة من مكتب نائب رئيس الجمهوريه وتتضمن تهجير الأحوازين إلى البلدان الفارسية، لذلك اعترض الشعب وثار لمدة شهرين وراحت أعداد كبيرة بين شهيد ومشرد ومفقود، وما زالت مستمرة وشعبنا لن ينسى واجبه في صد المحتل، ومن أجل التغير الديمغرافي يعمل العدو المحتل علي عدة جهات ومنها التفريس و تدريس الشعب العربي الأحوازي في المدارس الفارسية، ويمنع منعا باتا تأسيس أي مدرسة تدرس باللغة العربية.
الإسلام اليوم: وهل هناك نضال سياسي وقانوني في المقابل بحيث يكون هناك تطور في الآليات؟
بالتأكيد النضال الأحوازي في الفترة الأخيرة أخذ طابع التنظيم ومد الجسور والارتباط بدول العالم، وما زلنا نطالب جامعة الدول العربية أن تقبل بالاعتراف بنا كدولة عربية محتلة من قبل إيران ومنح الأحواز كرسي في الجامعة العربية، ولم نيأس وسوف نستمر بمطالبة اشقائنا بالوقوف ومساندة الأحوازين، ولله الحمد مطالباتنا استجاب لها بعض الأشقاء من العرب وتعاطف معنا، وما نشكو منه هو الإعلام العربي الذي هو سلبي في كل القضايا العربية، وهذا لا يختلف عليه اثنين، وما نصبو إليه أن نرى الإعلام العربي يعمل بشكل ممنهج وهادف لخدمة القضايا العربية ومنها قضيتنا.
الإسلام اليوم: ما هي آخر التطورات بقضيتكم وهل تمثل نقلة نوعية؟
إن القضية الأحوازية أصبحت بفضل دماء أبنائها في الداخل ونشطائها مطورحة في المؤسسات الدولية و الرسمية والشعبية منها وفي مؤسسات المجتمع المدني، وخاطبت القوى الوطنية الأحوازية أطرافا دولية وعربية بمناسبات مختلفة لطرح القضي، وهناك الكثير من التطورات وأهمها هو انتباه العرب للخطر الإيراني، وأهمية الأحواز للأمن القومي العربي لمواجهة الاحتلال الفارسي وهذا يعد تحولا استراتيجيا في صراعنا مع العدو، بالاضافة إلى رفع علمنا بمؤسسات الأمم المتحدة.
الإسلام اليوم: نريد أن تعطينا نبذة عن الحركات والمنظمات الثورية والسياسية في الأحواز؟
لدينا منظمات عسكرية وسياسية تقاوم فى جميع الاتجاهات منها حزب السعادة وجبهة تحرير عربستان والجبهة الوطنية لتحرير عربستان والجبهة القومية لتحرير عربستان والخليج العربي والحركة الثورية لتحرير عربستان والجبهة الشعبية لتحرير الأحواز والحركة الجماهيرية العربية في الأحواز والمنظمة السياسية للشعب العربي في الأحواز والجبهة العربية لتحرير الأحواز والاتحاد العام لطلبة وشباب الأحواز (منظمة طلبة وشباب الأحواز) وحركة المجاهدين العرب/القوات الشعبية وحركة التحرير الوطني الأحوازي ومنظمة الجماهير الثورية في الأحواز/القوات الشعبية والجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية ومنظمة تحرير الأحواز ميعاد.
الإسلام اليوم: وهل هناك تعاطف دولي معكم؟
نعم بدأ التعاطف الدولي ينمو تجاه القضية الأحوازية، والمؤشر على ذلك مطالبة الدول الغربية لإيران بأن تكف عن إعدام الأحوازين والخارجية الأمريكية طالبت للمرة الثانيه إيران بالكف عن مضايقة الأحوازين وإعطائهم حقوقهم.
وأخيرًا قبل شهرين الأمين العام بان كي مون، طالب إيران بوقف حرمان الشعب الأحوازي من ممارسة حقوقه.
الإسلام اليوم: وماذا عن موقف المنظمات الدولية التى التقيتم بها لطرح قضيتكم؟
الإسلام اليوم: وماذا عن موقف المنظمات الدولية التى التقيتم بها لطرح قضيتكم؟
التقينا كثيرا بمنظمات الأمم المتحدة ومنظمة العفو الدولية والاتحاد الأوروبى والعديد من البرلمانات والحكومات الأوروبية وحضرنا العديد من المؤتمرات الدولية كما نظمنا مظاهرة فى بلجيكا في الذكرى الثمانيين لاحتلال الأحواز، ونظمت لنا مظاهرة حاشدة فى ميدان التحرير بالقاهرة وعدة مؤتمرات عام 2013 وذلك تضامنا مع انتفاضة شعبنا العربي الأحوازي واعتراضا و تنديدا بالمذابح التي يقوم بها النظام الإيرانى والدفاع عن مبدأ حق تقرير المصير والاستقلال، لكن رفضت باقى الدول العربية تنظيم مظاهرات وفعاليات سياسية للتضامن معنا
الإسلام اليوم: هل انتم ضحية صفقات دولية واقليمية ؟
نعم، نحن ضحية صفقات إقليمة ودولية و تجاهل وإهمال عربي لقضيتنا فلو هناك موقف عربي قوي ما تعرضنا لهذا التجاهل وتمرير الصفقات على حساب دماء وتضحيات ابنائنا، وأحكام الإعدامات التي تصدر ضدهم ولكن للأسف العالم الآن لا يعرف سوي لغة المصالح.
الإسلام اليوم: ما أوجه الشبه بينكم وبين الأكراد؟
أننا كنا دولة مستقلة واحتلت أرضنا من قبل الدولة الفارسية ونناضل من أجل التحرر والاستقلال عبر الوسائل المشروعة و أولها حق تقرير المصير والأكراد كذلك شعب على أرض يعانون الاضطهاد والحرمان والاحتلال ويصبون إلى حق تقرير المصير، وأهم أوجه تشابه اننا نواجه عدوا واحدا اسمه الدولة الفارسية، علما بأن الأكراد ليسوا وحدهم، ويشبهنا أيضا الأتراك في اذربيجان الجنوبية و البلوش والتركمان ايضا يعانون من الاحتلال و الاضطهاد و تشكل الشعوب غير الفارسية ما نسبة اكثر من 70% من سكان ما يسمى بالدولة الإيرانية.
الإسلام اليوم: ماذا عن الممارسات الإيرانية تجاهكم من مضايقات وانتهاكات؟
مارس الاحتلال الفارسي ضدنا كل أشكال الجرائم بدءا من إسقاط السيادة واحتلال الدولة الأحوازية و ضم الأراضي والشعب الأحوازي للدولة الفارسية وصولا لمحاولة يائسة لطمس هويتنا العربية ومنع كافة الأنشطة الثقافية والسياسية للأحوازيين ومنع الكتب و المدارس و المكاتب العربية في الإقليم، كما منعت الدولة الفارسية تواصل الأحوازيين مع أشقائهم من أبناء الأمة العربية في الأقطار العربية المجاورة وصولا إلى نهب الثروات و تهديم القرى الأحوازية، وبناء المستوطنات الفارسية وحمايتها عسكريا و ماليا، كما أنها تعامل بوحشية المناضلين الأحوازيين.
الإسلام اليوم: وما هي الاهمية الاستراتيجية للاحواز؟
أهمية الأحواز في المنطقة والعالم... تقع الأحواز في الخارطة الجغرافية مقابل كل دول الخليج والعربي والعراق والناحية الغربية جبال زاكروس الحدودية بين إيران والاحواز ،ولذلك للموقع أهمية استراتيجية مهمة، ويمكن أن يكون في الأحواز سوق حرة عالمية، فهي تملك ساحلا طويلا ويمكن أن تكون ممرا لكل الاقتصاد في الشرق الأوسط بحيث الطرق البرية التي تربط بين الأحواز وتركيا وإيران اولعراق وبذلك يمكن للاحواز أن تكون الرابط بين آسيا واوربا.
الإسلام اليوم:ولماذا تسمية الإقليم بهذا الاسم؟
للإقليم عدد من التسميات، مثل الأحواز والأهواز وعربستان وخوزستان، ولكل مسمى تفسير فالأحواز هي جمع لكلمة "حوز"، وهي مصدر للفعل "حاز"، بمعنى الحيازة والتملك، وهي تستخدم للدلالة على الأرض التي اتخذها المواطنون العرب وامتلكوها.
وعند الفتح الإسلامي لفارس أطلق العرب على الإقليم كله لفظة "الأحواز"، وكلمة الأهواز هي نفسها الأحواز، هكذا ينطقها الفرس؛ لأن اللسان الفارسي عند نطق "الحاء" يقلبها إلى "هاء".
وبقي الأحواز اسما عربيا لهذا القطر حتى عهد "إسماعيل الصفوي"، حيث أطلق الفرس عليه "عربستان"، ويعني ذلك إقليم العرب؛ لأن كلمة "إستان" تعني بالفارسية "القطر" أو "الإقليم".
ومهما اختلفت الآراء في هذه التسميات فهي تشير إلى أصل الإقليم وسكانه العرب الذين يكونون الأغلبية وهو دليل اعتراف من الفرس أنفسهم بعروبة هذه المنطقة وعدم تبعيتها لدولتهم.
الإسلام اليوم: وماذا عن حضارة إقليم الأحواز؟
يعتبر قطر الأحواز من العالم القديم، فقد قامت به حضارات أزدهرت ثم اندثرت، وكان مسرحا للحروب والمعارك التي جرت قبل الميلاد، والأحواز فيها من الآثار القديمة الهامة، والمدن التي ذكرت في بعـض الكتب المقدسة، ومازالت بقايا وآثار تلك المدن باقية، تراث شعب وحضارة وتاريخ، رصيد يشكل وجودنا كهوية، وحقيقة لا يمكن للمستعـمر الفارسي أن ينتزعه منا ولو بقي منا انسان أحوازي واحد على قيد الحياة، مادام هذا الانسان أمينا على وطنيته وقوميته وتاريخه ووجوده وكيانه. والعرب هم أصحابها الشرعيون والأصليون والفرس فيها مستوطنون.
الإسلام اليوم: وماذا عن التاريخ الحديث للأحواز؟
لقد تعرض جنوب غربي آسيا – بما فيه عربستان – للسيطرة العثمانية منذ القرن السادس عشر، وقد نازعتها السيادة الدولة الفارسية، كما أن الزحف الأوروبي بدأ يستهدف المنطقة فأثر ذلك تأثيرا هاما عليها، الأمر الذى عرضها للتدهور الاجتماعي والسياسي فترة طويلة، إلا أن القرن التاسع عشر شهد بوادر نهضة في المنطقة أدت الى ظهور فكرة القومية العربية التى سرعان ما اصطدمت بفكرتين أخريين.
الأولى: فكرة الجامعة الإسلامية، التى عدت عربستان جزءا من الامبراطورية العثمانية والثانية فكرة القومية الإيرانية الحديثة، التي تغلبت على الفكرة الأولى فقضت على الحكم العربي فى عربستان (الأحواز). وأصبح النزاع العثماني – الفارسي على المنطقة، يمثل فى الواقع التصادم بين الفكرتين، وكان التيار الفارسي اقوى من العثماني، وبالرغم من تصديق التنازل فى معاهدة أرضروم الثانية، فان الأحواز بقيت عربية، فهي منطقة عربية مغتصبة.
No comments:
Post a Comment