Tuesday, 5 January 2016

إيران.. انتهاكات صارخة.. وإجرام تاريخي غير مسبوق.. بحق العرب والأقليات

غم النداءات المتواصلة من منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية إزاء الانتهاكات الصارخة التي يمارسها النظام الإيراني بحق الشعوب غير الفارسية وخصوصاً العربية في إيران إلا أن نظام الملالي مازال يواصل تجاوزاته ضد الإنسانية مدفوعا بأيدولوجيته العنصرية التي تنبذ وجود كل إنسان ينطق العربية.
لقد مارس النظام الإيراني إجراما تاريخيا غير مسبوق تجاه الشعوب غير الفارسية والأقليات وشن حملة اعتقالات عشوائية واعدامات مستمرة ولاحق النشطاء السياسيين واغتال وعذب بشكل سري من اعتقلهم في السجون ووصلت التجاوزات إلى حد التجاوز الجنسي على المعتقلين كما حصل في سجون طهران بعد الاضطرابات التي حصلت بعد الانتخابات الرئاسية، ويكفي أن نشير إلى أن إيران تعد ثاني بلد في العالم من ناحية تنفيذ حكم الاعدام بعد الصين مع الأخذ بعين الاعتبار النسبة السكانية بين البلدين.
لقد دأب النظام الإيراني على تقمص دور المدافع عن إخوتنا الشيعة في الدول العربية في محاولة منه لإظهار دولة الولي الفقيه بالكيان الذي يناصر المسلمين ويدافع عن قضاياهم، وقد خدع الكثير من الشيعة العرب بشعارات الدولة الفارسية وخطابها الطائفي فظنوا أنها جنة الله في أرضه وأنها الدولة الوحيدة التي يستطيعون أن يعيشوا فيها بأمن وسلام تحت حكمها ففرطوا بأمن دولهم وأصبحوا أداة تنفذ أجندة الدولة الفارسية ومشروعها.
الأحوازيون
إن الانتهاكات حين تصل للأحواز فإنها تتضاعف عشرات المرات، حيث يصبح حكم الاعدام ينفذ بكل من يثبت عليه مناهضة الدولة الفارسية أو ينتمي إلى الأحزاب الأحوازية، ويقوم النظام الإيراني باعتقالات عشوائية بحق الأحوازيين في سبيل ترهيب الشعب، لتصل هذه السياسة إلى درجة التطهير العرقي وفق ما أشار له المقرر الخاص لأمين عام الأمم المتحدة السيد كوثاري الذي زار الأحواز في عام 2003.
كما يعكف النظام الإيراني على الاستمرار في سياسته بتجفيف واغتصاب الأراضي وتحريف المياه وتطبيق سياسة التجويع ونشر المخدرات بأوامر من سلطات نظام الملالي العنصرية التي تريد أن تنتقم بطريقتها من العرب.
فمنذ اليوم الأول للاحتلال الفارسي على الأراضي الأحوازية عمدت سلطة الاحتلال الفارسي إلى إغلاق كل المدارس العربية في الأحواز بل وفرضت على الشعب العربي المدارس الفارسية، ومارست سياسة العقاب على كل من يقتني الكتب العربية وضربت سور حديدي على الشعب الأحوازي في سبيل طمس الهوية العربية ومحو التاريخ العربي لهذا الشعب وعزله عن محيطه العربي، وما زالت هذه السياسة تمارس على الشعب الأحوازي.
وقد قام النظام الإيراني بتهجير الآلاف من الأحوازيين من المدن الأحوازية إلى المدن الفارسية في شمال إيران ومنهم قبيلة "طيء" العربية والتي مات منهم أكثر من 1500 شخص في الطريق، كما عمد نظام الملالي على بناء مستوطنات فارسية إلى جانب المدن العربية، وقام بجلب أعداد كبيرة من الفرس وتوطينهم في الأحواز من خلال توظيفهم في الشركات والدوائر الحكومية التي منعت الأحوازيين منها.
عنصرية نظام الملالي تدفعه لنبذ كل لسان ينطق بالعربية

وكانت أخطر مرحلة مرت بها الأحواز هي مرحلة رئاسة رفسنحاني في إيران حيث قام بمشروع قصب السكر في الأحواز وعلى إثره قام باغتصاب الملايين من الهكتارات وتخريب المزارع والبساتين وتم تهجير عشرات الآلاف من المواطنين الأحوازيين من قراهم، وفي المقابل تم جلب مئات الآلاف من المستوطنين الفرس للأحواز وتم بناء مستوطنة بين الأحواز والمحمرة تسمى "شيرين شهر" تتسع لنصف مليون نسمة، كما قامت مؤسسة مهر الاستيطانية ببناء عشرات الآلاف من الوحدات السكنية في المدن الأحوازية وتخريب مدينة عينات في محافظة جرون (بندر عباس) لتوظف الدولة الفارسية كل امكانياتها في سبيل تهجير الأحوازيين من موطنهم وبالمقابل جلب المستوطنين الفرس للأحواز في إطار سياسة التغيير الديموغرافي.
الأذريون
ولم تقتصر انتهاكات النظام الإيراني على الأحوازيين فقط بل نالت أيضا من الشعب الأذري الذي يقطن في الجزء الجنوبي من إيران الذي يتجرع مرارة الظلم الفارسي الذي يسعى إلى إزالة الوجود الطبيعي لسكان الإقليم والذي عاني طوال العقود الماضية من سياسات العداء الإيراني حيث تم بناء أكثر من سبعين سدا على الأنهر الأذربيجانية نُفذ منها 54 سدا وما تبقى مازال قيد الانشاء والهدف الرئيس من ورائها تدمير البيئة وتهجير الشعب الأذري.
وفي هذا الإطار تم خنق بحيرة "ارومية" من كل الأطراف والتي تعد بعد البحر الميت ثاني اكبر بحيرة في العالم إذ أن تجفيفها أثر على الزراعة في المنطقة وساهم في تلوث البيئة والجو.
ويعاني الأذريون من التمييز العنصري فقد تم منعهم من التدريس بلغتهم، في محاولة لاستهداف ثقافتهم وتغيير ديموغرافية المنطقة بعد جلب مئات الآلاف من المستوطنين الى الأراضي الأذرية رغبة في "تفريس" المنطقة.
البلوش
يعيش الشعب البلوشي أوضاعا مأساوية حيث أن مستويات الفقر والحرمان بلغت أرقاما قياسية، كما أن عمليات القتل والإعدام بتهم واهية تجري على نطاق واسع وهناك حديث عن تقسيم إقليم بلوشستان إلى عدة محافظات في خطوة خطيرة تهدف إلى طمس الهوية البلوشية.
لقد عمدت طهران إلى عدم إشراك الشعب البلوشي في نظام حكم الدولة الإيرانية، وكانت أبرز المظالم والجرائم التي ترتكبها الدولة الإيرانية تتمثل باستهداف دينهم وأرضهم وهويتهم القومية عبر التعامل الأمني اللا إنساني وقد منعت دولة الملالي من إقامة شعائرهم الدينية وأيضاً من اختيار الأسماء التي تنتمي لهويتهم على الرغم من أن هذه الحقوق هي موجودة أصلا في دستور الدولة الإيرانية، ولكن على أرض الواقع لا وجود لمثل هذه القوانين.
الأكراد
يرزح الشعب الكردي تحت وطأة الانتهاكات الإيرانية الجسيمة وقمعها للأصوات الكردية التي تصرخ من ويلات الظلم والاضطهاد الذي يمارسه نظام الملالي الذي يقمع كل صوت ينادي بالحرية وما حدث في مدينة "مهاباد" أكبر دليل على ذلك بعد أن خرج الآلاف من الأكراد الذين أعلنوا رفضهم لممارسات الحكومة الإيرانية بحق المواطنين العزل الذين تظاهروا جراء ممارسات النظام اللا أخلاقية واعتدائهم على فتاة كردية في محاولة لاغتصابها بالإضافة إلى الحالة المعيشية الصعبة التي يعيشها الأهالي ولسياسات النظام الداخلية والخارجية التي ألقت بظلالها عليهم.
إن السياسة الإيرانية دائما ما تسعى إلى كسر إرادة الشعوب وهزيمتها، لذلك يلجأ النظام الإيراني فتح الأبواب على مصراعيها أمام أجهزته القمعية من أجل تنفيذ هذه السياسات بطريقة منظمة وممنهجة ومستخدمة جميع الأساليب المنافية للقيم الإنسانية والأخلاقية ضد المجتمعات والشعوب غير الفارسية وهذا ما أثبته اعتداء أحد عناصر أجهزة الأمن الإيراني على فتاة كردية " فرينازخسرواني" تقطن في مهاباد، وحاول اغتصابها و تسبب هذا العمل غير الأخلاقي بمقتل الفتاة الكردية أثناء هروبها من قبضة هذا المجرم.
ويتحمل النظام الإيراني مسؤولية انتهاكاته الصارخة للشعوب غير الفارسية التي بدأت بالانتفاض جراء سياسات الظلم والقمع التي تمارسها طهران طوال العقود الماضية والتي كشفت عن قبح النظام وفساده الأخلاقي وإجرامه المتجذر.

No comments:

Post a Comment