بسم الله الرحمن الرحيم
الدكتور عباس الكعبى القيادى الأحوازى لـ الأهرام»:
الأحواز شعب عربى يتطلع إلى تقرير المصير
الأحواز شعب عربى يتطلع إلى تقرير المصير
العزب الطيب الطاهر
ثمّة قضية مسكوت عنها سواء على المستوى الإقليمى أوالدولى، وربما هى ضحية الأمر الواقع والحقائق المفروضة بالقوة أوالتفاهمات السرية أوالمصالح المتبادلة، ولكنها مع ذلك تظل قضية شعب يتطلع إلى تقرير مصيره مثل غيره من شعوب العالم، وهى قضية شعب الأحواز فى إيران، والذى يتجاوز عدد سكانه العشرة ملايين مواطن عربى.
وفى هذا السياق تحدث لـ” الأهرام” الدكتور عباس الكعبى رئيس اللجنة التنفيذية للمنظمة الوطنية لتحرير الأحواز خلال زيارته للقاهرة مؤخرا، التى أجرى على هامشها سلسلة من اللقاءات مع ممثلى قوى سياسية وحزبية، وإن لم يلتق بمسئولين على المستوى الرسمى، معربا عن ارتياحه لنتائج هذه اللقاءات، التى اعتبرها مؤشراعلى تفاعل إيجابى وتجسيدا للرضا تجاه مطالب شعب الأحواز العادلة، متطلعا الى أن يسهم فى تعزيز القدرات النضالية له وتدويل قضيته وتبنيها رسميا سواء على الصعيد العربى أوالصعيد الإقليمى أوالصعيد الدولى فى المرحلة المقبلة ويقول: نحن فى الجبهة ندرك أهمية مصر على هذه الصعد، ومن ثم جاءت زيارتى لها قناعة منا بأنها تمثل الاتجاه الصحيح لبوصلة تحركنا الإقليمى .
ويلفت الكعبى الى أن الرصيد النضالى للجبهة الوطنية لتحرير الأحواز يصب فى منحى إيجابى، فعلى الرغم من ارتفاع وتيرة قمع السلطات الإيرانية (استخدم هومفردة الفارسية) الا أنه لم يفض الى إخماد أصوات الشعب الهادرة المطالبة بالاستقلال والتحرير وتقرير المصير وتوسيع نطاقه على المستويين الإقليمى والدولى، بحيث بدأت القضية الأحوازية تدخل فى الحسابات الاستراتيجية العربية بالذات، وذلك استنادا إلى الموقع الجيوسياسى المهم للأحواز واحتوائه على العديد من الثروات، وفى مقدمتها النفط والغازواعتماد الاقتصاد الإيرانى عليها بنسبة تزيد عن ٩٢٪ من ناتجه القومى، فضلا عن أن الأحواز تمثل البوابة الشرقية للوطن العربى ويرى فى هذا الصدد أنه لابد أن تتخلق قناعة بأن حل القضية لايتحدد ضمن المساحة الجغرافية التى يسكنها شعب الأحواز، وإنما من الضرورة بمكان أن يكون فى إطار حل شامل لأزمات الدول العربية المتضررة من إيران، فمن دون احتلالها للأحواز ما كان بوسعها أن تحظى بإطلالة على المنطقة العربية أوتتمكن من احتلال جزر الإمارات الثلاث أوتطالب بضم البحرين أوتوسع نفوذها الإقليمى فى العراق ثم لبنان ثم سوريا وأخيرا فى اليمن، ونحن نتطلع بقوة للوقوف الى جانب اشقائنا فى الدول العربية غير أن إيران حولت الأحواز الى خاصرة رخوة للوطن العربى ومن ثم هى تستغل ذلك ضمن إدارة أزماتها مع المنطقة
وأسأل الدكتور الكعبى: ألا تعتقد أن المطالبة بتقرير مصير شعب الأحواز يعد تدخلا فى الشأن الداخلى لإيران باعتباره ضمن السيادة الوطنية لها لاسيما أن العالم كله بات معترفا بإيران بحدودها الحالية ؟ فيجيب قائلا: إذاكانت إيران تدعى أنها دولة معترف بها بجغرافيتها الحالية القائمة على الاحتلال، فهذا ادعاء باطل لأنها ضمت إقليم الأحواز وغيره من الأقاليم بالقوة والاعتماد على الحروب العدوانية غير المبررة، وفى الوقت نفسه لايحق لإيران الزعم بالسيادة أوملكية الأحواز بموجب مبدأ التقادم لأن شعبها لم يسكت طوال السنوات التى خضع فيها للاحتلال فقد تحرك فى١٧ ثورة وانتفاضة، مطالبا بالتحرير والاستقلال مؤكدا فيها رفضه المادى والعقلى للوجود الأجنبى فى الأحواز.
ثم يضيف : لاشك أن استمرار القضية الأحوازية يعتبر منافيا وخرقا للقانون الدولى العام لأن الشعب العربى الأحوازى يطالب بحقه فى تقرير مصيره بينما كل الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة تعهدت بالدفاع عن حق الشعوب فى تقرير مصيرها وهو– أى شعب الأحواز – يعتبر جزءا لايتجزأ من شعوب العالم، وبالتالى من الضرورى التجاوب مع مطالبه ،ولايعد ذلك تدخلا فى الشئون الداخلية لإيران وإنما يمثل استجابة للالتزامات التى تعهدت بها الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة، فضلا عن ذلك فإن الحق فى تقرير المصير هومن صلاحيات المنظمة الدولية، وليس من صلاحيات إيران أن تمنع أوتحرم الشعوب من حق تقرير مصيرها .
وفيما إذا كان يرى أن الاتفاق الأخيربين إيران من ناحية ومجموعة 5+1 من ناحية أخرى بشأن برنامجها النووى أطلق العنان لطهران على الصعيد الأقليمى ومن ثم سيؤثر ذلك على مطالب حق تقرير المصير لشعب الأحواز يقول الدكتور عباس الكعبى : إن المشروع الإيرانى النووى هوبطبيعته مريب ومثير للجدل وجاء الاتفاق الأخير ليوسع دائرة الجدل والريبة لاسيما أنه يعكس حالة دعم غربى واضح ومباشر لإيران أى لتعاظم دورها الإقليمى على حساب الأدوار الأخرى فى المنطقة وفى مقدمتها الدول العربية والخليجية بالذات وذلك فى ضوء ممارساتها الإرهابية سواء فى العراق أوفى سوريا أواليمن أوالخليج، وبالتالى فإن أى اتفاق يعزز من قدرات إيران على الإرهاب من شأنه أن يظهر الوجه القبيح للغرب على عكس ما يزعمه من حرصه على حقوق الانسان والديمقراطية بوضوح إنه أسقط الأقنعة عن الكثير من الوجوه مثلما أسقط القناع عن الدولة الفارسية التى كانت تدعى أن أمريكا هى الشيطان الأكير وتطالب بضرورة إزالة الكيان الصهيونى وتحارب الإمبريالية والتشدق بالقضية الفلسطينية وتنبى خيار المقاومة والممانعة فأصبحت الأن الأبن المدلل للغرب والولايات المتحدة ، وفى الوقت نفسه فإن هذا الاتفاق أسقط القناع عن الغرب فكيف يوقع على اتفاق مع دولة تحتل الأحوار الذى يزيد سكانه على عشرة ملايين نسمة وإقليم بلوشستان ويقترب سكانه من خمسة ملايين نسمة وتركمانستان وعدد سكانه خمسة ملايين نسمة أيضا الى جانب أقليم أذربيجان والذى يصل عدد سكانه الى 25 مليون نسمة وكردستان والذى يبلغ عدد سكانه عشرة ملايين نسمة وكل القوى الوطنية الممثلة لهذه الشعوب تطالب بحق تقرير المصير ولكن الرد الإيرانى يتجلى فورا فى ممارسة القمع المسلح والقوة المفرطة فألا يندى جبين الغرب إزاء هذه الانتهاكات أنه يسكت أمام ما يحقق مصالحة بمنأى عن المبادئ التى يزعم أنه يؤمن بها باختصار- كما يقول الكعبى – فإن اتفاق فيينا الأخير سيعزز من الدور الإيرانى الإقليمى فى المنطقة وسيفرض على طهران تلبية مطالب وشروط الغرب وبالذات الولايات المتحدة لأنه لايمكن اعتباره هدية مجانية لها.
No comments:
Post a Comment